يعقد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جلسات مكثفة مع الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب وذلك لتأليف الحكومة بأسرع وقت ربما يكون نهاية هذا الأسبوع.
في هذا الوقت قال مصدر سني سياسي ان الحكومة هي حكومة عرجاء لأنها لا تمثل تمثيلا قويا للطائفة السنية وان التسوية الرئاسية كلها سقطت لأنها كانت قائمة على رئاسة الجمهورية للعماد ميشال عون ورئاسة المجلس النيابي للرئيس نبيه بري ورئاسة الحكومة للرئيس سعد الحريري ومع خروج الرئيس سعد الحريري من التسوية واستبداله بشخصية سنية اكاديمية ليس لها حزب او تاريخ سياسي او نواب فان الطائفة السنية تعتبر ان التسوية التي قام بها الرئيس سعد الحريري وزار العماد ميشال عون ورشحه لرئاسة الجمهورية قد سقطت وان الحكومة قد أصبحت عرجاء بخروج الرئيس سعد الحريري وفق التسوية الرئاسية.
قال المصدر السني الذي هو عضو في تيار المستقبل انتظروا التظاهرات يوم الجمعة المقبل وتصاعد قطع الطرقات في المناطق السنية خاصة وغيرها مع ان الرئيس الحريري اعطى تعليماته بعدم اللجوء للعنف وقطع الطرقات بل التظاهر السلمي.
هنالك اربع وزارات سيادية هي الدفاع والمالية والخارجية والداخلية وهي ليست وزارات تكنوقراطية ولذلك اقترح رئيس الجمهورية ان يأتي من كل تكتل سياسي كبير شخصية لوزارة سيادية ومن بينها الوزير باسيل لوزارة الخارجية ومن بينها الدكتور وزني او الدكتور رائد شرف الدين من أمل لوزارة المالية والوزير الياس بو صعب لوزارة الدفاع ممثلا رئيس الجمهورية شخصياً ووزير للداخلية يمثل تيار المستقبل بصورة غير مباشرة لأن الرئيس سعد الحريري وضع شرطا ان تيار المستقبل لن يدخل ولن يشارك لا بصورة مباشرة او غير مباشرة في الحكومة ومن هنا اتجه رئيس الحكومة المكلف الدكتور حسان دياب الى ان تكون حكومته كلها مؤلفة من 18 وزيراً مع دمج وزارات واستبعاد السياسيين عنها كلها وان يطل بوجوه شابة لها شهادات ولها مجال خبرة في التكنوقراط والاختصاص وأول مشروع سيركز عليه الرئيس المكلف عبر حكومته هو مشروع الكهرباء حيث ينوي انتاج الكهرباء خلال 8 اشهر على ان يتم عقد مناقصة للكهرباء وفي ذات الوقت مناقصة لمد الاسلاك الكهربائية في وقت يكون فيه المعمل قيد الانشاء وتكون الاسلاك جاهزة مع انتهاء المعمل وتمد الكهرباء الى كل لبنان وينوي الرئيس المكلف ان تكون الطاقة المنتجة بحدود 3500 ميغاواط أي اكبر طاقة في تاريخ لبنان وحتى في سوريا وتصبح الطاقة الإنتاجية في لبنان اكثر من 5000 ميغاواط وهي طاقة تعطي 24/24 ساعة كل لبنان وحتى قسم من سوريا اذا صار هناك انفتاح لاحقا لبناني سوري وتقرر تقديم طلب سوري اثناء اعمار سوريا للحصول على الطاقة الكهربائية لحين الانتهاء من اعمار سوريا وهذا الطلب سيأتي من روسيا التي ستكون الأولى في اعمار سوريا كما أعلنت القيادة العليا السورية.
ماذا سيكون موقف الطائفة السنية فعلياً ؟
قبل كل شيء ينتظر قادة الطائفة السنية وخاصة الرئيس سعد الحريري الوجوه التي سيقدمها الرئيس المكلف حسان دياب وما اذا كانت مستقلة فعليا وتكنوقراطية وغير حزبية وعندها قد تخف معارضة الرئيس الحريري للحكومة الجديدة شرط ان لا يسيطر الرئيس عون على الحكومة وعلى الرئيس المكلف ويصبح موقع رئاسة الجمهورية بقوة رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء وهنالك تنسيق بين الرئيس سعد الحريري والوزير جنبلاط على معارضة الحكومة كذلك حزب الكتائب اللبنانية وأيضا القوات اللبنانية التي لم تشترك في الحكومة وستعارضها ولن تمنحها الثقة ولم يعرف اذا كان التنسيق بين الرئيس الحريري والدكتور سمير جعجع سيعود مثلما كان سابقاً فالدكتور سمير جعجع قائد حزب القوات اللبنانية يعتبر انه عامل الرئيس سعد الحريري افضل معاملة في اللقاء والتنسيق وتبادل الرسائل وقيامه بزيارات لاكثر من 6 مرات لبيت الوسط في حين ان الرئيس الحريري اهمل قيمة هذا الشأن وارتكز على الوزير غطاس خوري واستبدل لقاءاته مع الدكتور جعجع مباشرة وزيارة معراب بزيارات الوزير غطاس خوري حيث استاء جعجع واوقف تقريبا زيارات غطاس خوري الى معراب واوقف تنسيقه عبر زيارات الدكتور غطاس خوري حيث اعتبر ان العلاقة غير متكافئة فيما هو يزور بيت الوسط فيما الرئيس الحريري يرسل اليه الوزير غطاس خوري.
المصدر السني يقول ان وجوه الحكومة اذا كانت حزبية او للوزير جبران باسيل أصابع في تأليفها فإن المعارضة السنية ستكون عنيفة وفي كل الأحوال هنالك معارضة سنية للحكومة وقطع طرقات والاهم انه يوم الجمعة المقبل بعد خطب الجمعة ستحصل مظاهرات في المناطق السنية ضد الحكومة كما ان التنسيق بين الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري انخفض كثيرا بسبب خلاف سياسي بين الحريري وباسيل ومن جهة أخرى التوافق على الصفقات المالية والاعمار في لبنان فمثلا تم تلزيم معمل دير عمار بـ675 مليون دولار بالاتفاق بين علاء الخواجة مدير اعمال الحريري وريمون زينة رحمه القريب من شخصية شمالية جدا واصبح في ذات الوقت قريبا جدا من الوزير باسيل وتلزيم معمل دير عمار اشرف عليه عمليا الوزير باسيل وذلك دون مناقصة وابعاد حزب القوات اللبنانية عن هذا التلزيم لمعمل دير عمار في حين ان القوات اللبنانية لها جمهورها وقراها ومصالحها في مناطق الشمال حيث معمل دير عمار.
ثم ان الدكتور جعجع عند تأليف الحكومة ما قبل الأخيرة التي استقالت وإعطاء اربع وزارات للقوات منها 3 وزارات دون قيمة فعلية انما اعطى إشارة انه ابتعد عن اعتماد الدكتور سمير جعجع مرشحاً لرئاسة الجمهورية واقترب من ترشيح الوزير فرنجية اكثر وبالتالي التقط الدكتور جعجع الإشارة وقرر الابتعاد عن الرئيس سعد الحريري وعن أي حكومة يؤلفها وعن التنسيق معه حزبيا وسياسيا وركز الدكتور جعجع على التنسيق مع الاميركيين تنسيقا قويا مجتازا العلاقة بين الرئيس الحريري والرئيس الفرنسي ماكرون وخطط للمعارضة في السنتين المقبلتين عشية اقتراب الانتخابات النيابية لانه من خلال هذه المعارضة قد يرفع عدد كتلته النيابية من 15 نائباً الى ربما 24 نائباً وعلى كل حال لا يمكن تحديد العدد انما سيربح عدد اكبر من النواب في الكتلة المعارضة التي سيقودها الدكتور جعجع وهو يعرف ان الرئيس سعد الحريري لم يعد تلك الشخصية المعارضة القوية في السنتين المقبلتين سواء في وجه رئيس الجمهورية العماد عون ام بالنسبة للتنسيق مع الرئيس بري ام خاصة للوقوف في وجه حزب الله حيث لاحظ الدكتور جعجع بوضوح ان الرئيس الحريري يتفاهم تحت طاولة الرئيس بري مع حزب الله في وقت تقود القوات اللبنانية مواجهة مع حزب الله وطلب تعزيز الجيش اللبناني على الحدود مع فلسطين المحتلة أي الكيان الصهيوني إسرائيل وابتعاد عناصر حزب الله عن الحدود وفق طلب أميركي واضح ومباشر.
في حسابات الدكتور جعجع ان التيار الوطني الحر كان يقترب من التحالف انتخابياً مع تيار المستقبل على حساب التحالف الذي كان قائماً بقوة بين تيار المستقبل وحزب القوات وان الانتخابات النيابية اذا خاضها جعجع معارضا لوحده هي افضل له من التحالف مع تيار المستقبل الذي لا يعطيه أصواتاً في المناطق بينما اعطى في الماضي تيار الوطني الحر أي تيار باسيل أصواتا عديدة لتيار المستقبل
جعجع يلعب لعبة الوقت ويعتبر ان السنتين المقبلتين ستكونان مناسبتين للمعارضة اما الرئيس الحريري قرر خوض معركة المعارضة السنية واجتياح منطقة طرابلس والضنية والمنية خصوصا بعد ضعف كبارة وخصوصا ضعف الرئيس نجيب ميقاتي الذي شبه انتهى في طرابلس وشبه انتهى كرئيس حكومة سابق بعد كل المعلومات التي انتشرت عن الفساد الذي قام به الرئيس نجيب ميقاتي وتحقيق ثروات هائلة على حساب الدولة اللبنانية والشعب اللبناني وحتى على حساب سوريا في شركات الخليوي.
ستحصل مظاهرات سنية قوية فماذا سيكون موقف حزب الله والجواب هو عند الرئيس العماد ميشال عون الذي عليه اتخاذ قرار ما اذا كان سيطلب من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي ضبط المتظاهرين والمعترضين وهو امر نبه اليه الاتحاد الأوروبي ونبهت اليه اميركا بأن أي قمع للمتظاهرين سيؤدي الى فرض عقوبات على لبنان يؤدي الى سقوط النظام في لبنان خلال شهرين ولكن هل سيستطيع العماد عون التفرج على صدام اذا حصل بين جمهور المستقبل وحزب الله والجواب طبعا هو لا.
فاذا الجيش اللبناني يمتلك قوة هى 82 الف جندي قادرة على السيطرة على الوضع في لبنان لكنها لن تستطيع تأمين الاستقرار لان المظاهرات ستستمر ولا يمكن للجيش اللبناني او قوى الامن الداخلي استعمال القوة او اطلاق النار على المتظاهرين وفي هذا الوقت بدأ حزب الحراك الشعبي وحزب سبعة والقوى المستقلة وأحزاب عديدة من التجمع لتأييد رئيس الحكومة المكلف الجديد حسان دياب حيث سيعلنون انهم حزبه في الحكم واذا اخذنا موازين القوى الشعبية يبدو انه من خلال الازمة الاقتصادية الأخيرة هبطت قوة شعبية التيار الوطني الحر وارتفعت شعبية حزب القوات اللبنانية وأيضا حزب الكتائب اما الرئيس سعد الحريري الذي كاد سيناله ضعف في شعبيته بالنسبة للوضع الاقتصادي فانسحب كليا وترك الساحة للرئيس عون ولحكومة تكنوقراط ليتحملوا الوضع الاقتصادي اذا تدهور.
الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي سيئ
كانت الودائع قد وصلت الى 182 مليار دولار في المصارف اللبنانية وهنالك هجمة ضد المصارف واتهامها اتهامات باطلة بسرقة أموال الشعب مع انها حافظت مع مصرف لبنان على بناء اهم قطاع مالي مصرفي في الشرق الأوسط باستثناء الدول التي لديها ثروات نفطية ثم هبط مستوى الودائع الى 172 مليار دولار واليوم وصل الى 156 مليار دولار والأموال لم تعد تأتي الى لبنان مثل السابق لكن حاكم مصرف لبنان استطاع الحفاظ على الحد الكبير والاعلى من الودائع أي 156 مليار دولار مع احتياط انخفض من 39 مليار دولار الى 30 مليار دولار واقل انما وضع الليرة اللبنانية ممتاز وما زال مصرف لبنان يسلم المصارف الدولار بسعر 1505 الى 1515 للدولار الواحد لكن الازمة الاقتصادية الى تصاعد والى مشاكل اكثر واخطر ما في الامر ان الأموال التي كانت تأتي الى لبنان لزيادة الودائع توقفت والأخطر من ذلك هو قيام مجموعة الأثرياء والاغنياء وأصحاب الرساميل بتهريب أموالهم فالرقم الاولي الذي تم قوله في سويسرا انه تم تهريب 11 مليار دولار من لبنان الى سويسرا ومنهم من قال انه تم تهريب 18 مليار دولار ومنهم من قال انه تم تهريب فقط 6 مليارات دولار لكن ظهر من الأرقام بعد رفع السرية عن ارصدة اللبنانيين في سويسرا ان 99% من الذين قاموا بتهريب الأموال هم رؤساء سابقون ونواب ووزراء ومدراء عاميون ومدراء امنيون وشخصيات سياسية تولت مراكز نفوذ واستعملتها لصالحها ولو لم يتم تهريب حوالي 15 مليار دولار من لبنان الى سويسرا والى لوكسمبورغ لكانت الودائع لا زالت 174 مليار دولار وهو رقم ممتاز اما الان أوقف مصرف لبنان التحويلات الى الخارج الذي يعمل وفقه مصرف لبنان ووفق ما يراه حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة كما بدأت الهيئة العليا في مصرف لبنان برئاسة رياض سلامة بالتحقيق بالحوالات الى الخارج وسيتم تحويل الملفات الى القضاء ودراستها ومعرفة أسباب هذا التحويل السريع خلال أسبوعين لان ذلك هو ضرب من ضروب الخيانة الوطنية لضرب الاقتصاد اللبناني والمناعة لليرة اللبنانية ومناعة الوضع النقدي ومناعة الشعب اللبناني اقتصادياً.
موقف حزب الله
حزب الله ابلغ الرئيس المكلف حسان دياب ان لديه مرشحين واحد لوزارة الصحة واخر لوزارة الرياضة والشباب كما كان ذلك في الحكومة السابقة وان جمهور حزب الله لن يقوم باي مظاهرات او استفزازات ضد مظاهرات اذا جرت ضد الحكومة لكن اذا تم قطع طرقات مثل ما حصل في الرينغ وغيره فان جمهور حزب الله سيتحرك لفتح الطرقات انما في هذا الوقت تعمل قيادة الجيش على توزيع القوى الكبرى من الجيش هي حوالي 60 الف جندي وضابط ورتيب على كامل الأراضي اللبنانية فور اعلان تشكيل الحكومة وفور مثولها للثقة في المجلس النيابي لضبط الامن على الأرض على ان يبقى 20 الف ضابط وجندي ورتيب في الثكنات لتأمين الخدمات لستين الف جندي الذين سينتشرون على كامل الأراضي اللبنانية
وضع الحكومة صعب
رغم ان الحكومة ستكون حكومة تكنوقراط بشكل 80% ان غياب التمثيل السني القوي السياسي وابداله بتمثيل سني تكنوقراطي سيؤدي الى خلل داخلي والى توتر سني شيعي وتوتر سني مع الرئيس العماد ميشال عون وتيار المستقبل ويقترب تيار المستقبل والتيار الوطني الحر من التصادم فيما بينهما سواء في الشارع او سياسياً ولذلك فوضع الحكومة ليس سهلا بل صعباً وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية ان الرئيس ماكرون الفرنسي اتصل بالملك السعودي سلمان وولي العهد محمد بن سلمان طالبا منهما لعب دور لتهدئة الطائفة السنية في لبنان لاعطاء الحكومة المهلة لتنفيذ المشاريع واجراء الإصلاحات ولذلك ان لهجة الرئيس الحريري ومفتي الجمهورية دريان هي لهجة معتدلة لكن بعد يوم الجمعة سيختلف الوضع وقد يقوم خطباء الجوامع بهجوم كبير على الحكومة لان الشارع السني غير مضبوط سواء من المفتي دريان او من قبل الرئيس الحريري بل ان تجمع علماء السنة هو الأقوى وهم الذين يحركون الشارع واذا ظهرت مظاهرات كبيرة بعد خطب الجمعة يوم الجمعه القبل فيعني ذلك ان وضع الحكومة سيكون صعباً شعبيا على الصعيد الداخلي وستحصل اعمال قطع طرقات واعمال شغب وغيرها في المناطق السنية حيث يتواجد نفوذ سني او حلفاء لهم وعهد الرئيس العماد ميشال عون هو على المحك فإما ان ينجح بهذه الحكومة التي قرر اعتمادها حكومة تكنوقراط واذا نجحت ينجح العهد واذا فشلت يعني ذلك فشل عهد العماد ميشال عون والأيام والاشهر المقبلة ستظهر الأمور على حقيقتها وسيرى نفسه رئيس الجمهورية امام معارضة من جنبلاط والكتائب والقوات اللبنانية والحريري مع عدم تأييد من الوزير فرنجية لكن مشاركة منه في الحكومة وإعطاء الثقة وسيلعب الاتحاد الأوروبي وأميركا دورا كبيرا في التدخل مباشرة في لبنان وعندما قلنا ماذا سيكون دور حزب الله في المرحلة المقبلة فان حزب الله لن يسمح باي شكل من الاشكال بمحاولة محاصرة لبنان من أوروبا وأميركا كما حصل في ايران بل قد يضطر الى اتخاذ خطوات تهز الاستقرار في لبنان وتجعل أوروبا وأميركا يخافان من انهيار الوضع الأمني في لبنان الا اذا كان لدى اميركا وليس أوروبا مخطط للتغيير الجذري في لبنان.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/35h09oB
via IFTTT
0 comments: