Tuesday, November 19, 2019

تعرف على المعارضة التي قد يكون لها دور في مستقبل إيران

فاجأ الإيرانيون السلطات في عدة محافظات من البلاد بتظاهرهم في وقت لا تريده الحكومة خصوصاً في ظل خروج مظاهرات مناهضة لحكومات خاضعة لسياستها في لبنان والعراق، بالإضافة لأزمة الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2018، وعقوبات واشنطن التي شلت اقتصاد إيران.

وتشهد إيران، منذ 15 نوفمبر 2019، تظاهرات احتجاجية على رفع أسعار الوقود، فيما تتهم جهات رسمية “أطرافاً خارجية”، لم تسمها، بالسعي للإخلال بالنظام العام.

لكن السؤال الذي يطرح اليوم: هل للمعارضة السياسية في إيران دور في تحريك هذه المظاهرات بهذا التوقيت، أم أنها فقط مرتبطة بقرارات طهران رفع أسعار الوقود في البلاد بنسبة 50%، (يظهر تأثير العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني)، وتأثر الإيرانيين بمظاهرات لبنان والعراق؟

وكانت (مجاهدي خلق) كشفت، في فبراير 2018، أنها هي من حركت الاحتجاجات في إيران بتلك الفترة، مؤكدة أنه “في الواقع الانتفاضات ظهرت هذه المرة في شكل جديد… وكان لمعاقل المقاومة ومراكز العصيان التابعة لمجاهدي خلق دور كبير فيها”.

وسبق أنّ أكّد المعارض الإيراني موسى أفشار، في حديث مع “الخليج أونلاين”، دعم المعارضة الإيرانية للحراك، مشدداً على استمرارها وتوسعها في 65 مدينة، مبيناً أن “هذه الانتفاضة تؤتي حالة عزيمة نوعية لحراك الشعب الإيراني”.

وأضاف: “نحن ندعو جميع الشرائح في البلاد، والتي ضاقت ذرعاً من نظام ولاية الفقيه، الذي أهدر ثروة هذا الشعب في أجنداته خارج الحدود وأجنداته الصاروخية الأخرى، إلى الاستنفار”.

هذا يدفعنا للبحث أكثر في تاريخ المعارضة الإيرانية، وارتباطها بالميدان والحياة اليومية للمواطنين الذين يعانون من آثار سياسات النظام السياسي في البلاد، والذي يعادي شعوب المنطقة عبر التدخل عسكرياً في سوريا واليمن ولبنان والعراق وغيرها من الدول.

ما هي مكونات المعارضة الإيرانية؟

ويوجد في إيران عدة تيارات معارضة لنظام الحكم نشأت بعد عامين ونيف تقريباً من انطلاق ما عرفت باسم “الثورة الإيرانية”، والتي جاءت بنظام ولي الفقيه الذي أسسه آية الله الخميني، بعد تمكن الشعب من إسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.

كان بعض من أطراف المعارضة يشاركون في الحكم إلى جانب “الإمام الخميني” وأتباعه، لكنها كانت تخشى أن استمرار الحكم في يد رجل واحد يجمع كل السلطات الدينية والتشريعية والتنفيذية، سيكون خطراً على مستقبل إيران.

تلك التخوفات جعلت التوافق بين الطرفين مسدوداً، خصوصاً أن شخصيات المعارضة اليوم (كانت في السلطة) كانت تنادي بعدم التمييز بين الإيرانيين على أساس الدين أو العرق أو الطائفة، وتريد تبني نظام اقتصادي أكثر انفتاحاً قد يمكن البلاد من حل مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تعصف بها، وأدت إلى خروج الثورة.

ولم تكن المعارضة ذات بعد سياسي فقط، حيث إن لبعضها أنشطة عسكرية أيضاً وعمليات ضد النظام الإيراني وهو ما يجعلها أكثر خطراً على وجوده، فمن أبرز الحركات المعارضة للسلطة:

– مجاهدي خلق

هي أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية، تأسست عام 1965 على أيدي مثقفي إيران من الأكاديميين بهدف إسقاط نظام الشاه، حيث أدت المنظمة دوراً كبيراً في انتصار الثورة بعد أن أعدم نظام الشاه مؤسسيها وعدداً كبيراً من أعضاء قيادتها.

الخلافات مع نظام الحكم الإيراني الجديد بدأت بعد عامين ونصف العام من الثورة، ووصلت إلى حد التقاتل بين الجانبين في صراع محتدم يستمر حتى الآن.

ومنذ 20 يونيو 1981 أعلنت منظمة مجاهدي خلق عن نضال مسلح ضد جمهورية إيران الإسلامية، الأمر الذي أدى إلى مقتل أكثر من 16 ألف شخص إثر هجمات لها، بحسب تصريحات لقياداتها.

في المقابل قامت الحكومة الإيرانية ضمن هذا الصراع بإعدام عشرات الآلاف من أعضائها والمنتمين إليها، ولكن المنظمة أعلنت عزمها على مواصلة نشاطاتها داخل إيران وخارجها حتى إسقاط السلطة الإيرانية الحالية.

ولمجاهدي خلق ذراع عسكرية هي “جيش التحرير الوطني الإيراني”، كان يتمركز في معسكر أشرف في العراق وتكونت أغلبية قادته من النساء.

في ديسمبر 2011 أيّدت أعلى محكمة بالاتحاد الأوروبي قراراً يرفع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من قائمة الاتحاد للمنظمات الإرهابية، وفي سبتمبر 2012 رفعت وزارة الخارجية الأمريكية اسم المنظمة من لوائح الإرهاب.

في عام 2003 صدر قرار بالإجماع من مجلس الحكم العراقي بطرد عناصر المنظمة من مدينة أشرف العراقية إلى خارج البلد، وغلق مقارّها ومنعها من ممارسة أي نشاط، وعقب اتفاق بين العراق والأمم المتحدة نُقل عناصر المنظمة إلى معسكر ليبرتي بالقرب من مطار بغداد مؤقّتاً لإعادة توطينهم خارج العراق.

ومنذ بداية عام 2016 بدأت مغادرة أعضاء الحركة العراق إلى 12 دول أوروبية، وخاصة جمهورية ألبانيا، التي اتخذت المنظمة منها مقراً لها بعد طردها من العراق.

المنظمة تتزعمها مريم رجوي، التي انتخبها “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” بالإجماع في أغسطس 1993 رئيسة للجمهورية للفترة الانتقالية، حسب تعبير المجلس.

– المجلس الوطني للمقاومة

أسس بمبادرة من زعيم حركة خلق مسعود رجوي في 21 يوليو 1981 في طهران، ثم نقل مقره المركزي إلى باريس.

تنضوي تحته كل القوى الديمقراطية المعارضة لنظام ولاية الفقيه، بهدف إسقاط النظام وتحقيق الديمقراطية في البلاد. وهو مكونٌ من أمانة وستة أمناء يهتمون بالشؤون الإدارية الخاصة بالمجلس، وقد انبثقت عن المجلس 25 لجنة تشكل الهيكلية الرئيسة للحكومة الإيرانية المؤقتة المستقبلية.

وفي اجتماعه الذي عقده يوم 28 أغسطس عام 1993 اختار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي رئيسة للجمهورية في إيران للفترة الانتقالية التي سيكون بعد سقوط النظام الحالي، على حد قولهم.

ومن أبرز إنجازات المنظمة الكشف عن البرنامج النووي الإيراني عام 2002، فكان البرنامج قبل ذلك سرياً، وأصبحت المناقشات حول البرنامج النووي واحدة من التحديات الكبرى للنظام أمام الرأي العام الدولي.

–  حركة النضال العربي لتحرير الأحواز

حركة معارضة للوجود الإيراني في عربستان (إقليم الأحواز). تأسست عام 1999 من قبل مجموعة من سكانه العرب، تهدف إلى إنشاء دولة عربية في تلك الأراضي ذات الأغلبية العربية.

بدأ جناحها العسكري نشاطه المسلح ضد إيران في يونيو من عام 2005. تتهم الحركة إيران بأنها تقوم بعمليات تهجير قسري لسكان الأحواز العرب، بينما صنفتها الحكومة على أنها جماعة إرهابية.

ونفذت الحركة العديد من العمليات العسكرية كان أبرزها في نوفمبر عام 2013، حيث فجرت منشآت نفطية في مدينة “الخلفية” جنوب شرق الأحواز.

والعام الماضي قامت الحركة بتفجير خطي أنابيب نفط في جنوبي إيران، وأعلن حينها رئيس الحركة، أحمد مولى، مسؤوليته عن الهجوم رداً على “التطاولات الإيرانية في سوريا والعراق واليمن”.

بتاريخ 8 نوفمبر 2017 اغتيل زعيمها مولى أمام منزله في لاهاي في هولندا بكاتم صوت بثلاث رصاصات، لتتهم الحركة السلطات الإيرانية بالوقوف وراء عملية الاغتيال.

– حزب الأمة

يعرف أيضاً باسم حزب “ملت إيران”، وهو حزب سياسي قومي ليبرالي ينشد الديمقراطية العلمانية وفصل الدين عن الدولة في إيران، أسس عام 1951 على يد المعارض داريوش فروهر، والذي بقي على رأس هرم الحزب حتى عام 1998، حيث اغتيل بطريقة غامضة.

وبعد أن آلت السلطة إلى الخميني، حُظر حزب ملت إيران وحزب “بان إيرانيست”، وغيرهما من الأحزاب القومية مثل الجبهة الوطنية والتحالف الوطني، وتعرض مؤيدوهم للنبذ والاضطهاد.

كما تعرض أعضاؤه باستمرار لمضايقات، ويسجنون في كثير من الأحيان، كما أن منزل فروهر، الذي أصبح نقطة محورية لأعضاء الحزب منذ رحيله، أصبح يخضع للمراقبة.

– حزب توده

هو حزب ماركسي لينيني إيراني، تأسس عام 1941، اسمه يعني حزب الجماهير أو الشعوب الإيرانية، كان جزءاً من حركة المعارضة ضد محمد رضا بهلوي، والتي بلغت ذروتها في الثورة الإيرانية عام 1979.

منذ عام 1949 حُظر مراراً وتكراراً في الداخل الإيراني، لذلك فإن نشاطه العلني في المنفى.

وقد أقام الحزب بمساعدة الاتحاد السوفييتي جمهورية مستقلة في محافظة أذربيجان بإيران في عام 1945، لكن الحكومة الإيرانية استطاعت أن تقضي على هذه الجمهورية بعد عام واحد، لكن الحزب استمر يعمل سراً رغم حظر نشاطه قانونياً.

– التيار الثالث

مجموعة من الناشطين الإيرانيين الشباب خارج البلاد، تأسس عام 2019، يسعى لتشكيل جبهة معارضة ديمقراطية تمثل تطلعات الجيل الجديد من الشباب الذين ولد معظمهم بعد تولي النظام الحالي للسلطة في إيران منذ عام 1979.

ويعتبر الحزب أن إيران بلد متعدد القوميات والمذاهب والأديان، إذ يقول في بيان تأسيسه: إن “أكثر من نصف سكان البلد يتكون من القوميات غير الفارسية التي ذاقت الويلات جراء سياسات تعسفية ترجع أصولها إلى صياغة مفهوم القومية الإيرانية على أساسين رئيسين هما مذهب التشيع واللغة الفارسية منذ تأسيس الدولة الإيرانية الحديثة”.

ويطالب بإعادة صياغة مفهوم المواطنة بحيث يستوعب هوية القوميات الأخرى وخصوصياتها، ومن ثم تمثيلها في إطار برامج قوى المعارضة الفعالة للنظام الإيراني.

ويعتقد أن حل مشكلات إيران في تغيير النظام الحالي إلى جمهورية فيدرالية أو صيغة لامركزية مماثلة تتفق عليها مكونات الشعب الإيراني، وتعطي الأولوية للبناء والتنمية واحترام حقوق الجميع.



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/333JgfZ
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل