Wednesday, November 6, 2019

هل يفعلها الحريري؟

“ليبانون ديبايت” – صفاء درويش

يقول أحد المقرَّبين السّابقين من الرئيس سعد الحريري، أنّه “إذا قرَّرَ اليوم تشكيل خليّة أزمة داخل تيّار المستقبل ومن حوله لمساعدته في إيجاد الحلول، لن يتمكّن من العثور على الكفاءات المطلوبة”. هذا الأمر، بات واقعًا في بيت الوسط.

ينقل مقرَّبون عن الحريري، أنّ “غطاس خوري هو المستشار الفعلي الوحيد لرئيس حكومة تصريف الأعمال، الذي وبعدَ إبعاده لإبن عمته نادر بات يفتقد الى العقول التي تمدّه بالأفكار والمخارج للأزمات التي يمرّ بها”.

ويضيف هؤلاء، أنّ “إسقاط هذا الواقع على استقالة الحكومة اليوم يفتح الباب أمام أسئلة عدّة قد نجد بعدها الإجابة الحقيقيّة”.

ويطرح المقرَّبون جملة علامات استفهام، إذ “ما هو دافعُ الحريري لنسفِ التسوية الرئاسية التي ثبَّتته رئيسًا للحكومة في ظلّ حصولِ تحالفِ الثامن من آذار والتيار الوطني الحر على أكثرية نيابية صريحة؟”، وما هو دافعُ الحريري لزعزعةِ العلاقة اللطيفة التي بناها مع حزب الله في السنوات الأخيرة؟”.

يقول أحد المقرَّبين من الحريري، أنّ الشابَ الذي قرَعَ جرس الخمسين عامًا يعمل منذ أعوامٍ كضابط ايقاع يوازن بين الضغوط الخارجية الهائلة عليه وبين مستقبله السياسي في لبنان المرتبط برضا من يعتبرهم بعض الخارج أعداء له. وهو هنا قد يكون ربح وقد يكون قامر بوجوده السياسي.

ويضيف، أنّ استقالة الحريري الأخيرة ورغم تلبيَتها لمطلبِ الشارع إلّا أنّها قد تكون أتت تلبيةً لضغوطٍ أخرى. يقرّ الرجل بصراحة، أنّه ليس هناك من رئيسٍ للحكومة واجه الضغوط كما فعل الحريري. يعود بالذاكرة إلى أشهرٍ مَضَت عندما زارَ وزير الخارجية الأميركية بيروت ليعود الحريري ويلتقيه في مزرعته في واشطن بعد أيام قليلة.

يسأل هل لشخصية دولية لها كل ما لها من ملفات لتلقي رئيس حكومة دولة مساحتها بربع مساحة ولاية أميركية لو لم يكن هناك هدف كبير لهذه اللقاءات؟ يجيب هنا أنّ الضغوط الحقيقية على الحريري تهدف لإبعاد حزب الله عن المشهد فيما يقاتل الحريري نفسه لإبعاد شبح الفتنة عن البلاد. فتنة قد يعلم الجميع كيف تبدأ ولكن لا أحد يدري عواقب الهجوم على الحزب.

انطلاقًا من كلام المقرّبين، يحاول الحريري اليوم مقاربة موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية بحذر شديد. ما بات مؤكدًا أنه لا يزال على تواصل مع حزب بلغة لا تختلف عن طريقة تواصله معه في السنوات الأخيرة.

يطرح الحريري تشكيل حكومة يراها هو مناسبة بينما حتى الآن لم يجرِ الإتفاق مع حزب الله على الشكل او المضمون. لجوء الحريري للحزب رغم لقائه الوزير جبران باسيل هو رمي لأزمة الإستقالة والفراغ بين أيديهم من جديد. تمامًا كشابٍ تهوّر وصدم بسيارته أحد المارّة ولجأ إلى أهله كي يسعون للحل. هذه هي علاقة الحريري بحزب الله. فرغم التصريحات المتنوّعة أحيانًا تطغى العلاقة الأبوية على المشهد.

وفي المعلومات، فإنّ الحريري الذي يستجدي التكليف يسعى لرسم مشهد التشكيل ارضاءً لمن سيسمونه. من ناحية ثانية يسعى الحريري لرمي أزمة عدم توزير باسيل لدى حزب الله والرئيس بري.

داخليًا، ينكب الرجل على لقاءات يومية في بيت الوسط، وفي هذا الإطار، شرع هو والوزير السابق غطاس خوري ومقربون بدراسة عددٍ من الأسماء لتوزيرها من حصّته تكون من الإختصاصيين غير الحزبيين منهم الاقتصادي جاك صراف والصناعي – الرياضي أسعد صقال إضافةً إلى النقيب السابق للصيادلة ربيع حسونة.

معلومات بيت الوسط تشير أيضًا، إلى أنّ إحدى الصيغ التي يدرسها الحريري في حال تسميته تتضمَّن إعطاء الثلث الضامن لوزراء الحَراكِ المدني، وهي في حال حصولها ستكون نقلة نوعية حقيقية في الحياة السياسيّة اللبنانية.

فبين الأزمة التي وقع أو أُوقع بها الحريري، وبين لجوئه المستمر إلى حزب الله وموازنته بين الضغوط الدولية وحاجته للحزب، هل سيشكّل الحريري حكومةً تعيد انتشال لبنان من أزمته؟ هو نفسه لا يملك الإجابة، وربّما سيسأل من اقنعه بالاستقالة؟.



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2PQbpEe
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل