Saturday, August 10, 2019

تجدد الفشل الاميركي في مواجهة التنين الصيني وقنابله الدخانية في الخليج تذروها الرياح….!


محمد صادق الحسيني
بداية لابد من القول بانه يجب على كل متابع للشأن الصيني ، وبالتالي لجهود الصين المشتركه مع روسيا وايران وغيرهما من الدول لانهاء سيطرة القطب الاميركي الواحد على العالم ، ان يتذكر ان ما ينفذه الرئيس الاميركي ترامب ضد الصين ، من اجراءات اقتصادية / مالية وسياسية وعسكرية ، ليست بالإجراءات الامريكية الجديده إطلاقاً .
اذ ان العداء الاميركي لجمهورية الصين الشعبيه قد بدأ منذ نشأة هذه الدوله ، سنة ١٩٤٩ ، ومنذ ان قام الجنرال تشين كاي تشيك ، زعيم ما كان يعرف بالكومينتانغ وأثر

هزيمة قواته امام قوات التحرير الشعبيه الصينيه ، بقيادة الزعيم الصيني ماوتسي تونغ في نهاية الحرب الاهليه الصينيه ، التي استمرت من سنة ١٩٤٥ وحتى ١٩٤٩ ، نقول حيث قام زعيم الكومينتانغ ، مع فلول قواته ، بالهرب من البر الصيني المحرر الى جزيرة فورموزا ( تايوان ) وسيطر عليها ، من خلال وحدات الكومنتانغ العميله للولايات المتحده ، والتي تمكنت من ذلك بمساعدة عسكرية اميركية مباشرة .
وقد تمادت الولايات المتحده في عدوانها على جمهورية الصين الشعبيه بدعمها هذا الكيان اللقيط ، الذي أطلقت عليه اسم تايوان ، ومنحته ليس فقط عضوية الامم المتحده ، وانما عضوية دائمة في مجلس الامن الدولي . اَي ان انها اصبحت ” دولة ” تتمتع بحق الفيتو في ما كانت جمهورية الصين الشعبيه محرومة من حق العضوية في منظمة الامم المتحده بالمطلق وذلك حتى سنة ١٩٧١ عندما بدأت الولايات المتحده بتطبيق سياسة انفتاح مبرمج على الصين .
ولكن المخططات الاميركيه ، المعاديه لاستقلالية القرار الصيني والهادفة الى وقف التطور الاقتصادي الصيني ، لم تتغير مطلقاً ، طوال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي التي شهدت اقامة علاقات دبلوماسية بين الدولتين . وقد وصلت مؤامرات الولايات المتحده ، ضد الصين ، قمتها في ربيع سنة ١٩٨٩ ، عندما أطلقت واشنطن حملة سياسية وإعلامية دولية ضد جمهورية الصين الشعبيه ، تحت حجة دعم مطالب شعبيه صينيه ، كان قد طرحها محتجون صينيون عبر مظاهرات في عدة مدن صينيه ، خاصة في ميدان تيانا مين ، الذي شهد احتجاجات وصدامات ، منذ أوائل شهر نيسان وحتى أواسط حزيران سنة ١٩٨٩ ، بين المحتجين وقوات الامن الصينيه .تلك الصدامات التي انتهت بإعادة فرض النظام في كل مكان والقضاء على ظاهرة “الثوره الملونة ” في مهدها .
وها هي الولايات المتحده ، ومعها بقايا ما كان يطلق عليه مسمى بريطانيا العظمى ، تحاول اثارة المتاعب امام الحكومة الصينيه المركزيه ، وذلك عبر اثارة الشغب وحالات الفوضي في جزيرة هونغ كونغ ، التي اضطرت بريطانيا الى إعادتها الى الوطن الام ، الصين الشعبيه ، عام ١٩٩٧ ، مستخدمة مجموعات محليه مرتبطة بمخططات خارجية ، يتم تسييرها وتوجيهها من قبل اجهزة مخابرات اميركيه وبريطانيا منذ ما يقارب الشهرين ، دون ان تقوم قوات الامن الصينيه بأكثر من الحد الأدنى لحفظ النظام .
ولكن استمرار هذه السياسه الانجلواميركيه وتزامنها مع استمرار التحشيد العسكري الاميركي ، في البحار القريبة من الصين كشرق المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي وخليج البنغال وبحر اليابان وغيرها من البحار ، وصولاً الى إرسال حاملة الطائرات الاميركيه ، رونالد ريغان ، الى بحر الصين الجنوبي ، ووصولها تلك المنطقه هذا اليوم ، في خطوة استفزازية للصين ، نقول ان استمرار هذه السياسة الاميركيه ، الى جانب العقوبات الاقتصاديه والمالية التي فرضت على الصين ، وفِي ظل قدسية الحفاظ على وحدة وسيادة جمهورية الصين الشعبية على كافة أراضيها ؛، فقد اصدر المتحدث باسم مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو تصريحاً شديد اللهجة قال فيه : ” بودنا التوضيح لمجموعة صغيرة من المجرمين العنيفين عديمي الضمير ومن يقف وراءهم ان من يلعب بالنار سيقتل بها .لا ترتكبوا خطأً في تقييم الوضع . ولا تعتبروا ممارستنا لضبط النفس ضعفاً “.

اذن فهذه. رسالة صينية نارية واضحة وصريحة ، لا بل امر عمليات ، موجهة لليانكي الاميركي ، وليس فقط لبعض اذناب الاستعمار في هونغ كونغ ، من سواحل بحر الصين الجنوبي ، مفادها : لا تلعبوا بالنار …!
وما يزيد امر العمليات الصيني هذا زخماً وقوة ، هو صدوره بعد الجولة الفاشله ، التي قام بها وزيري الحرب والخارجيه الاميركيين ، في استراليا وعدد من دول المحيط الهادئ ، في محاولة منهما لاقناع تلك الدول بالموافقة على نشر صواريخ اميركية ، موجهة الى الصين ، على أراضيها ورفض جميع الدول المعنيه لهذه الفكرة الاميركية الهدامه . كما ان امر العمليات هذا قد تزامن مع وصول حاملة الطائرات الاميركيه ، رونالد ريغان ، الى بحر الصين الجنوبي هذا اليوم كما أسلفنا .

اذاً وكما جرت العاده فان الولايات المتحده ، ممثلة برئيسها ورئيس دبلوماسيتها ، يمارسان الكذب والتضليل بشكل فاضح وخطير .ففي الوقت الذي تشن فيه ادارة الرئيس ترامب حملتها التضليلية الكاذبه ، حول ضرورة الحفاظ على امن الخليج ومضيق هرمز ، وحماية السفن التجاريه التي تبحر فيهما فانها تطلق قنابل دخانية للتغطية على خطواتها الاكثر خطورة على الامن الدولي ، المتمثلة في تعزيز الحشد العسكري الاستراتيجي ضد كل من روسيا والصين الشعبيه ، وذلك من خلال :

1. مواصلة إرسال حاملات الطائرات ، ابراهام لينكولن ورونالد ريغان ، ومجموعتيهما البحريتين الى مناطق عمليات اكثر قرباً من الصين .
2. سحب قاذفات القنابل الاميركيه الاستراتيجيه ، من طراز / B 52 / التي كانت ترابط في قاعدة العيديد القطريه ونقلها الى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي ، غرب المحيط الهندي .
3. مواصلة الولايات المتحده لمناوراتها المشتركة مع كوريا الجنوبيه والتي لا تشكل استفزازاً لكوريا الشماليه فحسب ، وانما لجمهورية الصين الشعبيه ايضا ، وذلك لانها تفضي الى مزيد من الحضور العسكري الاميركي في المحيط القريب من الصين .

وفي اطار قنابل الدخان هذه ، فان القنبلة الاكثر إثارة للسخرية هي الهراء الذي اطلقه وزير خارجية نتن ياهو ، ايسرائيل كاتس ، يوم امس حول احتمال مشاركة “اسرائيل” في التحالف البحري الذي دعت الولايات المتحده لإقامته في الخليج .
ولكن هذا الوزير نسي ان ” دولته ” لا تعتبر دولة تملك قوة بحرية ذات قيمة على الصعيدالدولي ، على الرغم من امتلاكها غواصات دولفين ، الألمانية الصنع ، والقادرة على حمل رؤوس نوويه ، والخاضعة لمراقبة سلاح البحريه الايراني على مدار الساعه والعديمة القدره على المناورة ضد ايران في اَي من بحار المنطقه ، لاسباب لا مجال للتوسع في شرحها .

اذن فهذه التصريحات الاسرائيليه لا يمكن اعتبارها اكثر من قنبلة دخان انتخابية لصالح نتن ياهو ليس الا . ولا تدخل حتى في استراتيجية الولايات المتحده الاكثر شمولية . ولمزيد من التوضيح فان هذا الوزير ، كاتس ، كان كمن أراد الاستجارة من الرمضاء بالنار ، اَي انه أراد ان يغطي على فشل كيانه في مواجهة حلف المقاومه وعلى راْسه ايران بحشر انف “اسرائيل” في وضع الخليج ، مستنداً الى الوجود الامني الاسرائيلي الواسع في السعوديه ودوّل خليج ارس العربية الاخرى .
هذا الوجود الذي تعود جذوره الى اكثر من عشرين عاماً ، اَي الى نهاية تسعينيات القرن الماضي ، حيث بدأت السعوديه والإمارات بابرام عقود حماية امنيه ، للمنشآت النفطية في البلدين ، مع شركات امن اسرائيليه . وهو الامر الذي مكَّن هذه الشركات الاسرائيليه ، وهي في الحقيقة أذرع لجهاز الموساد الاسرائيلي ، من اقامة بنية تحتية استخبارية كاملة تخدم الاهداف الاسرائيليه . علماً ان هذا الوجود الاستخباري الاسرائيلي الكثيف لا يمثل اَي قيمة لها تأثير على موازين القوى في ميادين القتال . حيث ان مناطق هذا الوجود ، اي السعوديه ودوّل الخليج ، لم يكن يوماً جزءاً من ميادين القتال ضد الجيش الاسرائيلي وعليه فانه وجود لا يختلف عن وجود العصافير في القفص ،
لا قيمة له ميدانية او عملية اطلاقاً ….!
لكل نبأ مستقر
بعدنا طيبين قولوا الله



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2KryI43
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل