كتب فراس الشوفي في صحيفة “الأخبار” تحت عنوان “ضغوط أميركية إسرائيلية على “اليونيفيل”: تعديل الأداء لا المهامّ”: “كعادته، حاول مندوب كيان العدو الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون، إثارة الجدل خلال جلسة مجلس الأمن التي انعقدت في نيويورك أول من أمس، عبر نشر أكاذيب عن المقاومة اللبنانية، في محاولة للتأثير في مسار تجديد مهمة “اليونيفيل” المنتظرة الشهر المقبل.
إلّا أن خطاب دانون، وحفلة التلفيق التي أثارها أمام مندوبي الدول عبر اتهام المقاومة باستخدام مطار ومرفأ بيروت لنقل السلاح، لم تغيّر قيد أنملة في مواقف الدول الكبرى، حتى الولايات المتحدة نفسها التي تتجنّب الحديث عن أي تعديلات في مهمة “اليونيفيل”، خشية توتير الأجواء في جنوب لبنان، على وقع الحرب المفتوحة مع إيران.
كلام المنابر لا يشبه الوضع المستقر في منطقة جنوبيّ الليطاني، حيث تتفادى الأطراف المعنية، من إسرائيل أوّلاً إلى المقاومة ثم “اليونيفيل” والجيش اللبناني، أي انزلاق غير محسوب قد يؤدي إلى الحرب. بدل ذلك، يجري العمل على احتواء أي حادث (إسرائيل واليونيفيل والجيش)، فيما تستمر المقاومة بالتمسك بخطوطها الحمراء وتوجيه الرسائل الميدانية متى دعت الحاجة.
يُكثر العدو من ورشات العمل على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، لرفع الجدار الإسمنتي وتطوير السياج التقني (فعل ذلك في بعض مناطق التحفظ مثل مستعمرة مسكافعام ــ بلدة عديسة، ونقطةB1 في رأس الناقورة)، محاولاً تثبيت نقاط أمر واقع. إلا أنه، بحسب مصادر متابعة لساحة جنوب الليطاني، “يحرص على عدم رفع التوتّر إلى منسوب الاشتباك ودفع المقاومة إلى الردّ عليه”، خصوصاً “بعدما لمس تطوّرات في موقف الجيش اللبناني لناحية قرار الردّ على الخروقات، الذي تمثّل أخيراً برفع الجيش لبرج مراقبة إسمنتي (للمرة الأولى، الأبراج اللبنانية حديدية في جنوب الليطاني)، يطلّ على النقطة B1 في مقابل البرج المعادي”.
يمكن وصف ما يجري حالياً من قبل العدو والأميركيين، بمحاولة لتعديل “أداء” اليونيفيل وتوجيهها نحو “التحقق” من المناطق ذات الملكيات الخاصة في الجنوب، وليس إلى تعديل مهام القوات أو تطويرها إلى أنشطة عدائية. فالحديث عن أي تعديل في المهام، يدفع الأوروبيين إلى الاعتراض لعدّة اعتبارات، أوّلها الخوف على مصير الجنود وعدم رفع سقف الاشتباك مع إيران. ويمارس الأميركيون وإسرائيل، فضلاً عن الضغوط المباشرة على اليونيفيل وقادتها، حملات ضغط داخل الولايات المتحدة. إذ يروّج اللوبي اليهودي في واشنطن، منذ أشهر، أن “اليونيفيل لم تستطع مصادرة صاروخ واحد من الـ 160 ألف صاروخ التي يملكها حزب الله”. بينما تلوّح الإدارة الأميركية بتخفيض مساهمتها المالية بنسبة 10% من موازنة القوات الدولية، في وقت تجري فيه تصفية أكثر من قوة “حفظ سلام” دولية في بقع عديدة من العالم، أبرزها دارفور في السودان وأوغندا”.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2MhnznX
via IFTTT
0 comments: