
ليس لذكاء ونشاط باسيل ان يمكنه من ارساء توازنات يعمل لتحقيقها او يحلم بإنجازها ؟ فهذا الامر لا يمكن ان يتم من خلال عمل قيادي بنشاط وذكاء وخطابات ومواقف على مدار الساعة ..
لبنان له قواعد مختلفة عن اَي بلد لا يمكن العبث بها او تغييرها من خلال خطاب هنا وعمل رئيس بلدية هناك ؟ وبعيدا عن كلمات وشعارات المجاملة الوطنية كالوحدة والعيش والكلام الحمصي ..
علينا الدخول مباشرة لواقع الأمور على قاعدة اننا في هذا البلد نقبل بعضنا على الأقل بزواج المساكنة ولامركزية المواطنة ؟ ومن هذا المدخل يمكن مصارحة الوزير باسيل بعدة أمور ؟ أهمها انه هناك فرق بين الحفاظ على الوجود المسيحي ؟ وبين إعادته لتوازن ما قبل ١٩٧٥ ؟ وهناك فرق بين رفع الإحباط عنهم وبين المغامرة بهم وان كان ذلك عبر نية حسنة وشعور زائد بالقومية المسيحية ؟
فليس من الضرورة عندما يتخذ الوزير باسيل مواقف من رئاسة الحكومة ومن ثم يتبعها بمواقف ترسيم حدود بين الشيعة والمسيحيين ؟ ويمرر بين السطور خصومة لزعامة جنبلاطية على الشوف ؟ انه بذلك خلق ندية وتوازن فعلي مع المكون المسلم او حتى يتخطى بعض المقربين منه فائض القوة الظاهرة عبر وصفهم بان رئيس تيارهم هو الأقوى لانه يواجه الجميع وهذا الجميع يضعف أمامه ..
صحيح ان التوازن العام بالشراكة عبر المناصفة بالحكم والقرار ليست موضع اعتراض من احد او بنية احد خصوصا المسلمين تجاوزها او تهميشها ؟ لكن لا يمكن لهذه المناصفة ان تعمم على كامل إدارة البلد حتى تصل الى حراس الأحراش وعمال غب الطلب على سبيل المثل لا الحصر ؟ ولا يمكن لها ان تكون حاجزا لتداخل المناطق والعيش المشترك عبر قرارات غير دستورية وغير قانونية ؟ مهما كانت المبررات لان الخروج عن الدستور والقانون في مكان سيؤدي في مكان اخر للخروج عن الصيغة والميثاق عندما تتقاطع مصالح المكونات الإسلامية عند اَي تقاطع إقليمي ستكون نتيجته سلبية على الشريك المسيحي ضعف ما كان عليه بزمن الوصاية السورية ..
باسيل اليوم هو يدرك انه ليس اقوى من اَي مكون إسلامي ؟ وبنفس الوقت يدرك انشغال المكون الشيعي والسني في توتر إقليمي ساخن جعله يستغل هذا الامر ليس على مستوى استراتجي يجعله وسيطا ووسطا وضمانة لاي استقرار او اتفاق ؟ بل صرفه بامور صغيرة عبر وقف عمل مئات اللبنانيين الناجحين بالخدمة المدنية وهو المطالب بحق اللبناني على العمل امام العامل الأجنبي ؟ وعبر تغطية قرار رئيس بلدية يمارس الميلشياوية بمنع سكن مواطنون لبنانيون بمنطقة يجب على حد تعبيره ان تبقى مسيحية ؟
فهل بذلك يحفظ الوجود المسيحي عبر وضع حواجز وتصنيفات مع المكون المسلم ؟ وهل الجمهورية القوية تعيش على الفدرالية والفرز ؟ وهل توقفت الحقوق المسيحية عند حارس هنا وعقار هناك وهل ذلك قوة للقرار المسيحي بالشراكة بمواجهة المكونات الإسلامية المنقسمة سياسيا ؟ فماذا سيكون الحال اذا ما تقاطعت سياسيا ؟ فماذا سيكون حال حجم الإحباط على مكون لعب على تناقضات مكونات اخرى بزمن معين لمكاسب لم تتخطى ترسيم حدود بين شقة وأخرى في مبنى واحد …!؟
عباس المعلم اعلامي لبناني
from شبكة وكالة نيوز http://bit.ly/2J0XlCN
via IFTTT
0 comments: