Headlines

Saturday, May 18, 2019

الانقلاب المستحيل في لبنان

 

 

 

اذا استفقتم ذات صباح، ووجدتم جبل صنين وقد زال، اعلموا أن الطبقة السياسية زالت هذا كلام من وراء الزجاج. الجبال تزول، وتبقى الطبقة السياسية بمواصفات اللوياجيرغا الأفغانية (كونسورتيوم القبائل) فارق شاسع بين من يستقل السيارات الفاخرة ومن يستقل سيارات البيك أب للوصول الى مكان الانعقاد

الجبال التي تبدو وكأنها تراقص الخيال تزول، وتبقى جبال القمامة بدل الثيران المجنحة، كما في الميتولوجيا البابلية أو الميتولوجيا الأشورية، الجرذان المجنحة

اذاً، دعوا أولادكم يعلمون أن كتاب الجغرافيا يكذب أعلى قمة في لبنان ليست القرنة السوداء لا ضهر القضيب ولا فم الميزاب كلكم شاهدتم الى أين تصل قمم القمامة، على أنها أحد تجليات الاشعاع في ديارنا

ماذا كان قال سعيد عقل لو رأى لبنان، جار القمر، يتحول الى مهرجان للقمامة؟ مات سعيد عقل، ومات الرحابنة أطال الله بعمر فيروز ابتعدت مذهولة بعدما لاحظت كيف تكتب الأغنيات بلغة الدجاج، وكيف تؤدى الأغنيات فوق الفراش، أو تحت، الفراش

أيها السادة، أعلى جبال لبنان الدين العام لسنا الدولة الثالثة بعد اليابان، بالماكنة الصناعية الهائلة، وبالانضباط الأخلاقي الفذ لا مجال للسؤال عن الساموراي اللبناني

ولسنا الدولة الثالثة بعد اليونان، بالقاطرة الأوروبية، وان كانت «الايكونوميست» قد رثت أفلاطون، وهو بثياب نادل في ملهى ليلي

نحن الدولة الأولى في الدين العام لا تعنينا الفذلكات حول هوية الدين، سواء كان داخلياً أم خارجياً حسناً أن قيّض لنا حاكم لمصرف لبنان يدرك ما هي مهمة المايسترو في تلك الظروف المستحيلة

الطبقة السياسية باقية ما بقي لبنان بالأحرى.. ما بقي الزمان الابن جاهز، الصهر جاهز، ابن الأخ، ابن الأخت، الأرملة، العمة، الخالة نسبة هؤلاء في ساحة النجمة (ساحة النجوم كما يظنون) أعلى نسبة في سائر برلمانات العالم

لم يبق من مظاهر الحداثة سوى فستان (اللافستان) هيفاء وهبي، وسوى الملابس الداخلية، بكل أهوالها، لمايا دياب. لا مشكلة، أليس من الأفضل أن يتمتع اللبناني بالمناطق الصارخة في شخصية مايا دياب، على أن يتمتع بالنسخ الكاريكاتورية عن ابي بكر البغدادي، وقد خرجت ذات يوم من الكهوف، وراحت تختال تحت أسماء الله الحسنى؟

حين تتحول جلسات الموازنة الى مسلسل ثقيل الظل قيل «ترشيق الموازنة» بضحكة صفراء، علّق مستشار في البنك الدولي «كما لو أنك تقول بترشيق هيكل عظمي» الموازنة قبل أن تكون صكاً تشريعياً، هي رؤية هل من رؤية مالية، أو اقتصادية، لدى تلك الأوليغارشيا التي دفعت البلاد، بكلتا يديها، الى الهاوية؟

شئنا أم أبينا، نحن في قعر الزجاجة من زمان اشتكى سفراء أوروبيون من أن غالبية أركان السلطة في لبنان لا يعانون فقط من نقص في الضمير، بل من نقص في.. الخجل!

أكلة لحوم البشر، وفي وضح النهار، يطاردون الجيوب الفارغة من أجل «ترشيق الموازنة» أن تظهر عجوز شمطاء بملابس الليدي غاغا

طبقة سياسية لا تخجل لماذا الخجل اذا كان ثمانون في المائة من ذلك الركام الذي يدعى «شعب لبنان العظيم» معلب طائفياً، أو معلب قبلياً، أو معلب غرائزياً، أو معلب مافياوياً؟

في الفيزياء النووية، حلت نظرية الانصهار محل نظرية الانشطار هذه المصطلحات دخلت في عالم السوسيولوجيا نحن انتقلنا من الحد الأدنى من الانصهار الى الحد الأقصى من الانشطار

الضبابية في جلسسات الموازنة مبرمجة. التسويف مبرمج. الغاية اتاحة الفرصة أمام ملوك الطوائف، وهم ملوك المافيات، لكي يبعثروا المعترضين لاحظتم هزال التظاهرات وتشتتها.

لبنان، تبعاً لم يقول خبراء دوليون، بحاجة الى انقلاب كامل. انقلاب في الوجوه، وفي المفاهيم، وفي الرؤى هذا بلد يرزح تحت مائة مليار دولار من الديون رقم كارثي كل ما كان يفعله جهابذة السلطة تشذيب الأرقام لا أكثر ولا أقل.

يمكن أن يضحكوا على لحانا، وهم ضاحكون، ولكن هل باستطاعتهم أن يضحكوا على وكالات التصنيف، وعلى المؤسسات المالية، الدولية التي لديها كل التفاصيل حول النهب المنظم الذي يتجاوز، ببربريته، الجريمة المنظمة؟

انقلاب؟ رابع المستحيلات الطبقة السياسية اياها التي كدست الودائع في المصارف السويسرية (وقد لاحظتم كيف أن الحفاة تحولوا الى مهراجات)، كدست على ظهورنا، وظهور أولادنا، ديوناً تنؤ بها الجبال اللبناني، بكل «بهائه»، تحول الى جثة مع وقف التنفيذ.

من يفكر بالانقلاب على ملوك الطوائف، وعلى ملوك المافيات، انما يفكر بانقلاب في جهنم وبئس المصير، كما لو أننا، في هذه الدنيا، لا نعيش.. بئس المصير!

أسوأ أنواع التوتاليتاريات. أجراس الكنائس تقرع لهم. أصوات المآذن ترفع من أجلهم من الآن وصاعداً، خذوا علماً بأن مصيرنا لا يختلف عن مصير سكان الأرصفة في كلكوتا، أو مصير أطفال الأزقة في ريودو جانيرو الملايين منهم تأكلهم الكلاب.

أكثر فظاعة من أن نكون دولة من دون استراتيجية نحن رعايا دولة لا موطئ قدم فيها حتى.. للحلم!!

نبيه البرجي



from شبكة وكالة نيوز http://bit.ly/2VQtvdl
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل