
محمد صادق الحسيني
بعد اعلان مستشار قائد الحرس الثوري الايراني مرتضى_قرباني :
“ان بوسع إيران أن تلقي .. بسفن أميركا الحربية إلى قاع البحر بطواقمها وطائراتها من خلال سلاحين سريَين جديدين تم انتاجهما…
لو ارتكبت الادارة الامريكية أي حماقة ضدنا .. ”
ولما كانت المعلومات المؤكده لدينا بان ايران تملك سلاحاً علمياً يعمي بصر “اسرائيل” وامريكا
تطرح الاسئلة الاستراتيجية نفسها من جديد:
هل تحطمت اسلحة الحرب الاسرائيلية التقليدية التفوقية التي قامت عليها الدولة العبرية .!؟
ماذا فعل حزب الله والفلسطينيون وسورية وايران بالبنية الدفاعية الاسرائيلية بعد حروب الدفاع الاستراتيجي التي خاضوها ضد العدوان في العقود الثلاثة الاخيرة ..!؟
ماذا يجري في اروقة وزارة الحرب الاسرائيلية وردهات مطابخ صنع القرار الصهيوني في الاونة الاخيرة ونحن نقترب من هزيمة سيدهم الامريكي…!؟
على الرغم من تتابع مسلسل الفشل الذي منيت به المشاريع الاسرائيليه ، المرتكزة او المعتمدة على التفوق الجوي الاسرائيلي الى جانب الإمكانيات العسكريه الاخرى التي يتمتع بها الجيش الاسرائيلي ، ومنذ زرع هذا الكيان حتى الان ، فان مشاريع وحملات اسرائيل العسكريه سنة ١٩٥٦ /١٩٦٧/ ١٩٧٣/ ١٩٧٨ / ١٩٨٢ والتي فشلت جميعها في القضاء على روح المقاومة لدى الجماهير العربيه والتي عجزت تماما عن تصفية القضية الفلسطينيه وفرض هيمنتها ، كوكيل للقوى الاستعماريه الغربيه ، على منطقة غرب آسيا باكملها.
نقول انه وبالرغم من مسلسل الفشل هذا الا ان اسرائيل لم تعلن يوماً ، بشكل واضح لا مواربة فيه ، عن فشل عقيدتها العسكريه المقتبسة عن النظريه العسكريه النازيه الهتلريه – تلك النظريه التي كانت تنطلق من مبدأ الحرب الخاطفه المعتمده على ثنائي الطائره والدبابة ، والتي طبقها النظام النازي في اجتياحه لبولندا في أيلول ١٩٣٩ ثم اجتياحه لفرنسا في شهر أيار ١٩٤٠ وهجومه المباغت على الاتحاد السوفييتي في شهر حزيران ١٩٤١ ، حيث حقق نجاحات عسكريه سريعة
ومبهرة –
بل ان الدولة العبرية التي اعتمدت في حروبها الاحتلالية والعدوانية ضدنا على مبدأ التفوق الجوي الآنف الذكر، مدعوماً بقوة الدبابة الاجتياحية
منذ قيامها في حرب ١٩٤٨وحتى آخر معاركها ضدنا، ظلت تكابر
حتى جاء يوم الاثنين ٣/٩/٢٠١٨ الذي يمكننا ان نسميه “يوم الإعلان عن سقوط هذه العقيده ” وعدم جدواها كما ورد على لسان وزير الحرب الاسرائيلي السابق ، افيغادور ليبرمان ، الذي أعلن وبعد نقاشات طويلة جدا في أوساط وزارة “الدفاع” الاسرائيليه دامت لسنوات ، ما يلي :
اولا : تم تشكيل سلاح جديد في الجيش الاسرائيلي يطلق عليه اسم : سلاح الصواريخ
– [ ] ( Missile corps ) على ان يلحق ميدانيا بسلاح المشاة في الجيش .
ثانيا : والسبب المعلن هو ان التغيير الذي طرأ على طبيعة أعداء الدولة العبرية قد جعل التفوق الجوي غير كاف للدفاع عن “اسرائيل ” حيث اننا ( الجيش الاسرائيلي ) في مواجهة عدو ، مثل حزب الله وحماس ، في غاية المرونه وسريع الحركه والاختفاء ولا يقاتل من قواعد ثابته يسهل على سلاح الجو المتفوق تدميرها .
والدليل على ذلك (والكلام للوزير ليبرمان) اننا أطلقنا
اكثر من مائه وسبعين الف قذيفة
مدفعيه والاف الغارات الجويه على لبنان ولم نتمكن من إنهاء وجود حزب الله .
ثالثا : اما السبب الثاني الذي يجعل انشاء هذا السلاح ضروريا وممكنا فهو توفر التكنولوجيا اللازمه ،لدى شركة الصناعات العسكريه الاسرائيليه لانتاج ما يحتاجه الجيش من هذه الصواريخ المختلفة المديات ، بالاضافه
الى التطور الكبير الذي يشهده قطاع الاتصالات في الجيش ، بما في ذلك ادخال او دمج نظام ادارة المعارك وتنسيق النيران في الميدان ، المسمى تزايدا Tzayad ، الى الخدمة في الجيش حديثا . هذا النظام الذي يسمح لوحدات الجيش في ميدان المعركه
ان ترى بعضها بعضا ، عبر شاشات الكمبيوتر ، وان تحدد مواقع العدو وتهاجمها عن بعد .
رابعا : كما أعلن ليبرمان ايضا ان وزارته قد وقعت عقدا مع شركات الصناعات العسكريه الاسرائيليه Israel Military Industries ( IMI ) لشراء صواريخ ارض ارض قادرة على ضرب أهداف على بعد حتى مائه وخمسين كيلومترا . وان توريد هذه الصواريخ سيبدأ خلال بضعة أعوام .
في حين تشير معلومات خاصه ان تسليم الدفعه الاولى من هذه الصواريخ ، لوحدات سلاح الصواريخ الحديث المنشأ ، سيبدا أواخر سنة ٢٠٢٠ •
خامسا : قامت أوساط وزارة الدفاع الاسرائيليه بتسريب معلومات ، الى الصحافة الاسرائيليه ، مفادها ان وزارة الدفاع ستواصل اعتمادها على ما هو متوفر من المدفعيه الصاروخيه ، المسماة بالانجليزيه Extended Range Artillery ( EXTRA ) ، والتي يبلغ ثمن الصاروخ الواحد منها ثلاثمائة الف دولار ، ويبلغ مداه مائتين وخمسين كيلومترا .
علما ان هذا النوع من الذخيره الصاروخيه هو من صناعة شركات الصناعات العسكريه الاسرائيليه
.
وقد استخدمه الجيش الاسرائيلي سابقا ، في قصف أهداف للجيش العربي السوري في الكسوه وغيرها من المواقع في ارياف دمشق الغربيه والشمالية الغربيه ، والتي كان يتم اطلاقها من عربات او راجمات صواريخ من طراز لينيكس Lynex .
كما ان وزارة” الدفاع” الاسرائيليه قد باعت كلا من فيتنام وأذربيجان عددا من وحدات هذا النوع من المدفعيه سنة ٢٠١٣ . وقد أكدت فيتنام شراؤها عشرين راجمة صواريخ إسرائيليه من هذا الطراز في وقت لاحق لموعد تسلمها .
– استخدمت كذلك في غاراتها الشهيرة الفاشلة على مطار دمشق الدولي..!
الخلاصة إذن هو اعلان مدو عن فشل سلاح الجو الاسرائيلي في تحقيق اَي نجاح يذكر ، على مدى عقود من الزمن..!
ولكن اعلان ليبرمان عن انشاء سلاح الصواريخ ، الذي يامل قادة الجيش الاسرائيلي في ان يسد عجز سلاح الجو عن تحقيق أهدافه ، لن يمثل حلا سحريا (كما يظنون ) للمأزق الاستراتيجي الاسرائيلي بنظر خبراء متابعين وذلك للاسباب التاليه :
١)ان المهمة الأساسيه لسلاح الجو كانت عبر التاريخ ، وكما أوجدها او صاغها الجنرال الايطالي جوليو دوهيت Giulio Douhet سنة ١٩٠٠ ، كانت تتمثل في نقل المعركه الى داخل عمق اراضي العدو وعدم حصرها في جبهات القتال على الحدود .
ولكن دور سلاح الجو قد بدأ بالتراجع مع نهايات الحرب العالمية الثانيه حين بدات الجيوش السوفيتيه باستخدام راجمات صواريخ الكاتيوشا ، التي كانت تسمى أورغ ستالين في الغرب ( الأورغ هو آلة موسيقية متعددة الأنابيب ) ، على نطاق واسع ولَم تعد الطائره الألمانية قادرة على تأمين الحمايه للجنود الألمان على الارض مما أدى الى تتابع هزائمهم ، انطلاقا من ستالينغراد وحتى احتلال الجيوش السوفييته لبرلين الواقعه على بعد الاف الكيلومترات عن ستالينغراد .
٢)ان ذلك يعني ان الجيش الاسرائيلي واصل تطبيق نظريات عسكريه ، اكل عليها الدهر وشرب وأصبحت عديمة الفعالية ، خاصة بعد ظهور الثورة الفلسطينيه والمقاومه الاسلامية اللبنانيه لاحقا واعتمادهما اُسلوب حرب العصابات او الحرب المتحركه التي تحدت جبروت سلاح الجو الاسرائيلي بنجاح .
٣)ان الثورة الفلسطينية ، في سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي ، والمقاومة الاسلامية اللبنانيه بشكل اكبر منذ نشأتهما استطاعتا نقل المعركة الى داخل الكيان الاسرائيلي وبالتالي نجحتا في منع “اسرائيل” من تحقيق اَي من أهدافها. رغم تفوقها التسليحي الكبير .
٤)وعلى العكس مما يتمناه قادة الجيش الاسرائيلي ، من ان انشاء سلاح الصواريخ الجديد هذا سيحدث ثورة في اداء الجيش الاسرائيلي ، فان الخبراء يجزمون بان اَي شيء من هذا لن يحدث كما نبشرهم بان ما فشلت في تحقيقه طائراتهم لن تنجح في تحقيقه صواريخهم .
اذ ان مازق ما تبقى من هيبة الجيش الذي لا يقهر لا يتمثل في نوعية السلاح المستخدم من قبله وانما في انكشافه استراتيجيا وتكتيكيا ..،!
فعلى الصعيد الاستراتيجي هو جزء من المعسكر المهزوم في الصراع الدولي الجاري حاليا . بينما يفتقد داخل الكيان للعمق من الناحية التكتيكية العملياتيه الامر الذي جعل جبهته الداخلية جزءاً من الخط الامامي المكشوف تماما وعرضة لخسائر فادحة في اَي حرب مع قوات حلف المقاومه التي تتمتع بعمق استراتيجي كبير جدا يسمح لها بالمناورة الفعاله خلال العمليات العسكريه .
٥)ان قيادة الجيش الاسرائيلي باتت عاجزة تماما عن فهم استراتيجية حلف المقاومه وقواته ، والمتمثلة في اعداد الخطط الهجوميه وليس الدفاعية ، ما يعني بان المأزق الاسرائيلي لم يعد يتمثل في ضرب أهداف لقوات حلف المقاومه على بعد مئات الكيلومترات ، وانما في كيفية مواجهة قوات المقاومه في الجليل الفلسطيني وفِي الضفه الغربيه المحتله واستحالة ذلك في ظل الانهيار المعنوي والنفسي والقنوط العام الذي يعاني منه الجنود الاسرائيليون ، لا بل المجتمع الاستيطاني الاسرائيلي باكمله .
وهذا يعني ان سلاح الصواريخ الجديد الذي تقرر إنشاؤه لن يكون أحسن حظا من سلاح الجو الموجود منذ ما يزيد على سبعين عاما والذي يمتلك أحدث الطائرات القتاليه في العالم .
الامر الذي يؤكد لنا وللعالم اجمع حتمية سقوط ليس فقط العقيدة القتالية الاسرائيلية الجديدة ايضاً، بل و قرب زوال الكيان الاسرائيلي من ارض فلسطين في الافق المنظور …!
من يعتقد اننا نبالغ في الامر فليعيد قراءة التقارير والتحقيقات الاسرائيلية الداخلية التي تجمع على ان خيارات المواجهة وتحقيق الانتصارات بدأت تضيق على ما تبقى من زعامات اسرائيلية ان بقي لهم زعامات اصلاً…!
يدنا هي العليا والحرب سجال
بعدنا طيبين قولوا الله
from شبكة وكالة نيوز http://bit.ly/2VUzNDY
via IFTTT
0 comments: