
منذ اليوم الأول لتولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامه الرئيسية وهو يسعى إلى تضييق الخناق على إيران وحلفائها في المنطقة، وبالأخص “حزب الله“، الذي من أجل محاصرته في الدرجة الأولى جاءت الزيارة المفاجئة التي قام بها مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلدلبيروت، في سياق التمهيد لجولة وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي سيمرّ ببيروت الشهر الجاري. وهذا ما عكسته تصريحاته في اليومين الماضيين عقب المحادثات التي أجراها، والتي شملت كل الأطراف التي لا تتوافق نظرتها مع السياسة التي ينتهجها “حزب الله“، بإستثناء الوزير جبران باسيل، وقد جاءت زيارته له كتعويض عن عدم زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وذلك لتنسيق مواعيد زيارة بومبيو.
وما يجري في لبنان تضعه واشنطن في خانة قلقها في ضوء العروض الروسية لكل من حلفائها في تركيا والسعودية ومصر لتزويدهم بشبكة صواريخ “أس 400″، فضلًا عمّا يحكى من توسيع الإنتشار الروسي في المنطقة ليصل إلى لبنان بحجة حماية النازحين السوريين، التي تقضي الخطة الروسية بإقامة سبع تجمعات لهم، وبإشراف روسي بالتنسيق مع الأجهزة اللبنانية، تمهيدًا لخطة عودتهم الآمنة إلى الداخل السوري.
وتلخص مصادر سياسية متابعة زيارة ساترفيلد عبر تسجيلها الملاحظات التالية:
1 ـ هذه الزيارة تأتي في ظل تطورات إقليمية مهمة نتيجة تصاعد حملة الضغوط التي تقودها واشنطن على إيران، انطلاقا من مؤتمر وارسو وتحت عنوان إخراج إيران عسكريا من سوريا واحتواء دورها ونفوذها الإقليمي، بما يطول دور “حزب الله” المتنامي في المنطقة وداخل لبنان وعلى مستوى الحكومة وقرارها.
2 ـ إستهل ساترفيلد زيارته بلقاء خاص ومميز مع “القوات اللبنانية” لأن واشنطنتعتبر أن معراب هي الجهة السياسية الوحيدة القادرة على أن تقف في وجه “حزب الله“، وهي تتماهى مع السياسة الأميركية في لبنان وتحافظ على تحالف مع واشنطن الى درجة أنها القوة السياسية الوحيدة التي لا علاقات لها مع سوريا وتعارض أي زيارة لدمشق لأي مسؤول لبناني قبل عودتها إلى الجامعة العربية.
3 ـ المعروف والمعلن أن محادثات ساترفيلد في بيروت تناولت المحاور والملفات التالية:
٭ الإصلاحات وضرورة الإسراع فيها للحصول على مساعدات، مع التركيز على الوضعين المالي والاقتصادي وأهمية حسن إدارة المال العام.
٭ وجود “حزب الله” ودوره في الحكومة، لجهة التزام الحكومة حدودا مقبولة من التوازن وعدم انجرافها لمصلحة الحزب وإيران، ولجهة قدرة المسؤولين على مقاومة ضغوط “حزب الله” وخياراته السياسية.
٭ ملف مكافحة الفساد الذي يعصف بالدولة اللبنانية وإمكانية أن يتيح ل”حزب الله” فرصة الخرق والنفاذ الى تحقيق غاياته.
٭ موضوع النازحين انطلاقا من أن واشنطن ليست مع المبادرة الروسية وليست مع عودة النازحين قبل الحل السياسي وإعادة الإعمار، وإن أبدت تفهما للإلحاح اللبناني على عودة آمنة وطوعية.
٭ ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والنقاط المتنازع عليها، وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة.
٭ محادثات ساترفيلد عكست وجود تحفظات على انطلاقة الحكومة جرى التعبير عنها بتساؤلات واستفسارات طالت: زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى بيروت، زيارة الوزير صالح الغريب الى سوريا والسجال الحكومي الذي دار على إثرها، المواقف الصادرة عن وزير الدفاع إلياس بوصعب في ميونيخ.. وكلها خطوات مقلقة بالنسبة إلى واشنطن ويخشى أن تكون مندرجة في سياق خطوات أكبر قد يفكر “حزب الله” في الذهاب إليها أو تطويرها على نحو يؤدي الى فرض وقائع لبنانية جديدة والى تجاوز خطوط حمر. ويضاف الى ذلك، نفوذ روسيا المتنامي في لبنان، حيث يبدو أن هذا التطور يزعج واشنطن إذا كان النفوذ الإيراني يقلقها.
هذا الجو عكسه كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بالأمس، الذي تناول حرب العقوبات التي تخاض ضد كل حركات المقاومة، فأكد أن “حزب الله” لن يجوع ولن يفقر بل سيصمد بوجه الحرب الجديدة القديمة.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2CaQJPM
via IFTTT
0 comments: