Saturday, February 9, 2019

مبارزة ديبلوماسية في بيروت الأسبوع المقبل.. صراع سعودي ـ ايراني تحت عنوان التهنئة بالحكومة

في استراحة الحكومة، ما بين انجاز البيان الوزاري وجلسات الثقة، تزدحم المواعيد على الساحة الداخلية مع الزحمة الديبلوماسية التي ستشهدها البلاد اعتباراً من الغد مع وصول وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف، على ان يليه كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا.

ملفات عدة في جعبة ظريف
اذاً يصل غداً بيروت وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي بالإضافة إلى نظيره جبران باسيل، من دون ان يلتقي رئيس الحكومة سعد الحريري الذي سيصادف وجوده في دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في القمة العالمية للحكومات في دبي والتي يتوجه إليها اليوم.

وفيما لاحظت مصادر دبلوماسية لـ”اللواء” ان زيارة ظريف كانت مقررة اصلاً قبل ولادة الحكومة، وان الهدف منها شرح موقف المحور الذي تقوده بلاده من الصراع مع الولايات المتحدة الأميركية، وابلاغ المسؤولين اللبنانيين بأن أي هجوم أميركي على المواقع الإيرانية سيرد عليه بعنف، فإن هذه المصادر لا تستبعد ان يتطرق المسؤول الإيراني إلى العرض الذي سبق ان قدمه قبل أيام الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله، بمساعدة الجيش اللبناني بمنظومة دفاع جوي إيراني، والذي اثار بدوره خلافاً لم يتسن له ان يأخذ ضجة.

وكان عرض التسلح الإيراني قد طرح رسمياً على لبنان، وزار وزير الدفاع الأسبق سمير مقبل طهران في 19 تشرين الأول 2014، واطّلع على مصانع السلاح، وبحث في الهبة الإيرانية لـ”محاربة الإرهاب وتحديداً تنظيم داعش”، وطلب الجانب الإيراني من مقبل تسجيل ما يحتاجه الجيش لتؤمن له طهران ذلك. وقدم وزير الدفاع تقريراً إلى مجلس الوزراء، وانتهى الحديث عنه بعد أن هددت الولايات المتحدة الأميركية لبنان بوقف برنامج التسلح والتدريب للجيش اللبناني. ويتوقع وزير مطلع على هذا الملف عبر “الشرق الأوسط” أنه في حال كرر ظريف طرح بلاده المساعدة العسكرية على لبنان أن يتريث المسؤولون اللبنانيون في الرد.
وأضاف الوزير أن ظريف قد يجدد عرض بلاده لتأمين الطاقة الكهربائية للبنان، وهذا ما تناوله نصر الله في خطابه الأربعاء الماضي، عندما قال إن طهران يمكن أن تؤمن ما ينقص لبنان من تيار كهربائي في أقل من سنة وبأسعار متدنية.

وكشفت مصادر واسعة الإطلاع أن وزير الخارجية الإيراني يحمل، على الأرجح، جوابا إيجابيا على الكتاب الذي سبق أن وجهه الى الرئيس حسن روحاني، رئيس الحكومة سعد الحريري، وكذلك على الكتاب الذي وجهه الوزير باسيل الى ظريف نفسه، حول الإفراج عن نزار زكا. ولفتت المصادر لـ”الحياة” إلى ان “الجواب الإيجابي سيقدّمه ظريف الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في أول لقاء رسمي له ضمن جدول أعمال زيارته الى بيروت”، لافتة في الوقت عينه الى أن” قضية زكا لا تزال تشكل بندا عالقا في العلاقة اللبنانية – الإيرانية، وحلها امر اساس لتفعيل هذه العلاقة”.

زيارة بروتوكولية لأبو الغيط
في المقلب الآخر، تختلف زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن زيارة ظريف، كونها تقتصر على تقديم التهاني بالحكومة الجديدة، وتسليم رئيس الجمهورية دعوة لحضور القمة الاورو – المتوسطية، المقررة في 24 و25 شباط الحالي في شرم الشيخ، والتي يغيب عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لارتباطه بمسائل داخلية، من دون ان تتطرق إلى الملف السوري بسبب الفرملة الأميركية والأوروبية والعربية لإعادة العلاقات مع سوريا إلى سابق عهدها.

وبحسب معلومات “اللواء” فإن لبنان لم يحسم بعد مشاركته في قمّة شرم الشيخ، ولم يُقرّر مستوى المشاركة فيها، اما بوفد برئاسة الرئيس عون أو وزير الخارجية، وعزت السبب إلى ان وزراء الخارجية الذين اجتمعوا في بروكسل الأسبوع الماضي للبحث في أزمة النزوح السوري وكيفية مساعدة الدول المضيفة ومنها لبنان، لم يتفقوا على مقاربة أزمة النزوح، خصوصاً حول مصطلحي “العودة الآمنة” التي يعتمدها لبنان الرسمي أو “العودة الطوعية” التي يعتمدها المجتمع الدولي.

المعلولا يحاصر مهمة ظريف
واذا كانت زيارتا أبو الغيط وظريف معروفتين ومحددتي المواعيد سلفاً، فان المعطيات عن زيارة العلولا برزت في الساعات الاخيرة واكتسبت دلالات بارزة، خصوصاً انها تحمل التعامل السعودي الاول مع الحكومة الجديدة ضمن زيارة العلولا المخصصة لنقل تهانئ القيادة السعودية الى المسؤولين اللبنانيين وما يمكن ان يتخلل الزيارة من رسائل مهمة. والواضح في هذا السياق انه لا يمكن تجاهل ابعاد زيارتي أبو الغيط والعلولا من حيث تزامنهما مع زيارة وزير الخارجية الايراني بما يمكن ادراجه في اطار احتواء التوظيف الايراني للحدث الحكومي واظهار طهران نفسها عرابة تأليف الحكومة من خلال نفوذ حليفها “حزب الله”. وهو أمر يكتسب دلالات مهمة لجهة عدم تسليم الجانب العربي لايران بلعبة توظيف نفوذها ديبلوماسياً ودعائياً والمسارعة على الاقل الى تحركات وزيارات يراد لها ان تظهر التوازن المطلوب للحؤول دون استئثار ايران وحلفائها بالساحة الديبلوماسية والدعائية عقب ولادة الحكومة الجديدة، بحسب صحيفة “النهار”.

المصدر: رصد لبنان 24



from شبكة وكالة نيوز http://bit.ly/2DpZyEX
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل