Wednesday, February 27, 2019

كاراكاس بين شرعية ’’مادورو’’ وغطرسة ’’ترامب’’!!

د.عمران زهوي

لا يختلف احد في العالم أن فنزويلا صاحبة أكبر إحتياطي نفطي في العالم، ومن هنا كانت أطماع امريكا في تزايد مستمر، والتي تحاول منذ سنوات بزعزعة الاستقرار الأمني والاقتصادي، وليست آخرها الكشف عن طائرة إثيوبية كانت قد نقلت 15 صندوقاً مليئاً بالنقود المزيفة إلى مالطا لنقلها لاحقاً إلى كاراكاس.

عيون أجهزة الإستخبارات الأمريكية لم تغفل يوماً عن فنزويلا، حيث تمكنت من التغلغل داخل أجهزة الدولة، وزرع عناصرها في عدد مهم من مختلف القطاعات الأساسية التي تشكل رأس حربة في مشروعها للإطاحة بحكم ’’مادورو’’.

الوضع في فنزويلا لا يزال مشتعلاً، والتوتر يتصاعد في البلاد، خاصة بعد محاولات واشنطن إدخال مساعدات انسانية على حدّ زعمها لدعم المعارضة بقيادة ’’خوان جوايدو’’(ظاهرها انساني وباطنها عسكري) وقد تم منعها من الدخول بأمر من ’’مادورو’’، وهذا الباب الذي يتمسك به ’’ترامب’’ ويستغله معتبراً أنه يخالف بروتوكول جينيف، قد يكون ذريعة للتدخل العسكري الأمريكي، حيث أعرب وزير الخارجية الأميركي ’’مايك بومبيو’’، عن ثقته بأن أيام ’’نيكولاس مادورو’’ في رئاسة فنزويلا ’’معدودة’’، وذلك في خضم الأزمة المتعلقة بالمساعدات الإنسانية على الحدود الفنزويلية.

حلفاء ’’مادورو’’، الروسي والصيني والكوبي، ارسلوا مساعدات بقيمة 28 مليون يورو، وفي وقت سابق أعلن الرئيس الفنزويلي ’’نيكولاس مادورو’’ أنّ #روسيا أرسلت إلى بلاده 300 طنّ من المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أنّ هذه المساعدات هي’’أدوية باهظة الثمن’’.

في خضم كل هذا التراشق الإعلامي وجنون ’’ترامب’’، أعلن الرئيس الفنزويلي ’’نيكولاس مادورو’’ إغلاق حدود بلاده مع البرازيل وكولومبيا، والحدود الجوية والبحرية مع جزر أروبا وبونير وكوراساو التابعة للسلطات الهولندية في البحر الكاريبي.

المنطقة الى مزيد من شد الحبال بين أمريكا وروسيا، وتتوسطهم فنزويلا.حيث اتهم وزير الخارجية الفنزويلي ’’خورخي أرياسا’’ الولايات المتحدة وحلفاءها، بشراء أسلحة للمعارضة الفنزويلية من أوروبا الشرقية، بهدف إشعال فتيل الحرب في البلاد وإغراقها بحرب أهلية.

يأتي ذلك في ظل حرب كلامية وتصريحات إعلامية والتهديد باستخدام القوة العسكرية من قبل موسكو و واشنطن، بعد معلومات عن حشود عسكرية أمريكية على الحدود الفنزويلية، في محاولة من واشنطن لإطلاق حرب الإلغاء على ’’مادورو’’ وحكمه.

موسكو ترفض أي تدخل عسكري في فنزويلا، وتنشط مع ’’مادورو’’ لدعوة المعارضة الى طاولة الحوار، فيما الأخيرة تماطل وتتهرب من الحوار بضغط من واشنطن.

فألى متى سيبقى الشعب الأمريكي يدفع ثمن جنون العظمة والوهم الذي أصاب ’’دونالد ترامب’’، الذي أصبح كالطفل اذا رأى لعبة اراد الاستحصال عليها مهما كان الثمن. ولعلى جنونه يقوده اليوم إلى لعبة السيطرة الغير معلنة على فنزويلا والتحكم بنفطها وتوسيع أطماعه المالية والاستعمارية..

لكن مهلاً مستر’’ترامب’’ فنزويلا ليست فيتنام..



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2TgjFj4
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل