بسم الله الرحمن الرحيم
باتت المنطقة تحت نار آل سعود ... لا صوت اليوم إلا صوت الحرب ... ولا واقع إلا واقع التقسيم وإخضاع الشعوب وقهر إرادة التحرر من التسلط والتفرد بالحكم والإستئثار بالثروات ... المشهد يحتوى التناقضات بين ما يشاع وحقيقة ما يجري على الأرض, وإن كان لأول مرة في تاريخ العروبة يجتمع هذا العدد من كبار رؤسائها على هدف واحد, الهدف الذي إنتظرته الشعوب العربية والإسلامية منذ أكثر من خمسين عاما ... لكن البوصلة انحرفت مجددا.. ليست فلسطين الحبيبة .. بل اليمن وجهتهم ... هذا البلد الذي يحتاج الى الدعم التنموي والاستقرار السياسي والتحالف من أجل سد جوعه ومد يد العون لرفعه من ركام القهر والفقر. !! لا الطائرات والاساطيل والبوارج وقصف المدن والأحياء وتغليب الأطراف على بعضها.
لم يكن غريبا .. أن يحتشد جيش آل سعود المحتل لشبه الجزيرة العربية على حدود اليمن فالتاريخ يشهدُ بأنها على الدوام وقفت ضد رغبات ونهضات الشعوب للاستقلال عن الإرادة الامريكية والمطامع الصهيونية, ومن يتابع تصريحات القادة الاسرائيليين التي سبقت وواكبة التحالف العدواني سيدرك حقيقة الدور السعودي في المنطقة ومنتجاته, فكلما إقترب شعب من تحقيق حريته ترى التنظيمات -البندرية- تنقض عليه والمال السعودي يتحرك من أجل شراء الصمت .. وهي حقيقة ليست خافية على من يسعى إلى استيعاب الحقيقة ورفع شوائب الطائفية والسياسية عن نفسه.
لماذا اليمن؟ وليس ليبيا أو تونس أو مصر أو العراق أو سوريا المنكوبة ؟ هل يمتلك النظام السعودية الوصاية للحفاظ على شرعية الحكام والارادة الشعبية في المنطقة ؟ من هي حكومة عبد ربه هادي التي تستدعي صرف كل هذه المليارات والموت من أجلها؟ هل حقيقة الدور الايراني المتصاعد هو من دفع السعودية نحو فتح الخزينة لجلب جيوش مرتزقة مستعدة للموت من أجل حفنة دولارات؟ من هو عبد الملك الحوثي الذي من أجله تجيش الجيوش؟
تساؤلات وإستفهامات عديدة والاجابة عليها تحتاج إلى الوقوف على الأبعاد التاريخية والدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ولا يستوفي بيان مقتظب الرد الكافي عليها... ولكن نوجز في المختصر المفيد:
،،اليمن يمثل عبئا كبيرا على النظام السعودي وحالة خوف وهلع من وحدة شماله وجنوبه, وهذا واقع ملموس فرغم المليارات التي يملكها آل سعود لم نشهد لها دعما لبرامج تنموية أو إصلاحية تدفع بإقتصاد صنعاء نحو الأمام بل أقل ما قدمته هو أن حاصرته من جمع النواحي حتى بات لا يفكر إلا في سد جوعه, وزادت على ذلك بأن استولت على أراضيه وحرمته من القدرة على المطالبة بإراجعها.
إن أشد ما يرعب آل سعود أن تمتلك جارة لها كل مقومات الدولة القوية, واليمن مؤهلة لذلك بحكم التاريخ والجغرافيا والموارد البشرية, ولهذا سعت بقوة لأن تزرع المتطرفين والقتله فيها كالقاعدة وغيرها من التنظيمات. وتصرف الأموال على القبائل لبث الفكر السلفي المعوج.
وحين إستطاع الشعب اليمني بثورته المجيدة أن يتقدم خطوة نحو بناء دولة قوية ذات استقلال عنها, وتمكنت بإرادتها الشعبية من حرق فكرها المتطرف وتدمير منتجاتها الذي إجتهدت عليه سنين طوال, وصار لهذه الجارة كلمتها وحريتها وحكمها على مقدراتها ... جرت بكل قوتها نحو تعطيل تقدمها وسيطرتها على أرضها, عبر تأسيس تحالف عدواني - مدفوع الثمن- يحوي دولا لازالت الى اليوم تستجدي شرعيتها, كالبحرين التي انضمت لهم وهي لا تملك الحق ولا الدعم الشعبي ولا الخيار في جر اسم هذا البلد ذا التاريخ والحضارة ليكون شريكا في سفك الدم المحرم.
ومن جهة أخرى نجد أن هناك أسبابا أعظم من استقلال اليمن عن سيطرة آل سعود و تمكن شعبها من إرجاع أراضيه المسلوبة, ألا وهي الشعارات التي ارتكزت عليها رموز وقيادات الثورة الشعبية والتي عبرت إسرائيل عن خوفها من ظهور حزب مقاوم كحزب الله يعطل مصالحها المشتركة مع دول الخليج لهذا كانت أول من دعمت هذا التحالف ورحبت به ووقفت في صفه ولا نستغرب أن يكونوا قادة الحرب في الميدان.
أما (عبد الملك الحوثي) فهو شاب يمني آمن بحق وطنه في أن يكون مستقلا بعيدا عن سيطرة الاستكبار عليه جمع جهده في محاربة الفساد والعملاء والجماعات المتطرفة العميلة لآل سعود تمكن من قيادة الشعب اليمني نحو حريته وراح يوحد اليمن لتحقيق عزتها بعد ان رفض عبد ربه هادي أن يلتزم بالشروط المعقودة والمتفق عليها, لم يهدد جيرانه ولم يعطل شرعية أحد كل ما طرحة هو مشروع وحدة اليمن المستقبل والقوي،،
اننا نؤكد لتحالف الشر أن اليمن لن تكون نزهة وساعة حرب فهي تختلف عن غيرها من الجبهات ونحن سعداء ان آل سعود كشروا عن أنيابهم ونزلوا الى الحرب من غير وكالة التنظيمات الارهابية, وهذا يدل على بداية مشروع جديد للمنطقة سيكونون بلاشك خارج حدوده , فللحرب أبعادا أوسع مما يظنون, ستصل إلى تدمير عروش الفساد وإقامة دول الحق والعدالة وما في جعبة اليمن لن يدركها اصحاب المصالح الدنيوية فهي الخارطة الربانية الموعودون بها ونصرها مؤكد بإذن الله
ندعو الشعوب الخليجية والشعب البحريني على وجه الخصوص لإبراز موقفهم من هذا البغي ومناصرة شعب اليمن العزيز فليس من حق اي بلد ان يشحن جيشه لغزو أرض من أجل تحقيق الشرعية التي تحمي مصالح المستكبرين, كما اليمنيون العاملون في القطاعات العسكرية عليهم ان يعيدوا حساباتهم وموقفهم من تدمير بلدهم فهي في النهاية لحمكم ودمكم وشرفكم وعرضكم وأبنائكم ونسائكم وصمتكم اليوم عن هذا العدوان يعني الهوان والخسران.
وأخيرا .. اعتقال - لسان الثورة - الأستاذ فاضل عباس يمثل دليلا على إثم هذا العدوان وغدره فلا يريد الخليفيون صوتا غير صوت الظلم, لانهم يرون هذا البلد ملكا لهم وخياراته بيدهم فمن العمالة الصهيوأمريكية الى المشاركة في سفك الدم الحرام فعلينا جميعا من منطلق الانسانية والدين والأخلاق أن نعلو بصوتنا وبقبضاتنا نحو رفض هذا التحالف ضد شعب اليمن الحر الشريف .
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لأسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
السيد عقيل الموسوي
26- 03- 2015
0 comments: