ملخص الورقة التحليلية التي اعدتها اليزابيث ديكنسون تحت عنوان : اللعب بالنار: لماذا يقوم المانحون الخليجيون بدعم المتمردين السوريين؟
مخاطر إشعال الصراع الطائفي في الداخل -الخليجي-
التمويل السري للمعارضة السورية يشكل خطرا جديا على وحدة واعتدال القوات التي تقاتل "نظام بشار الأسد"، على مدى العامين ونصف الماضيين، ساهم الرعاة المتواجدون في الكويت بتشكيل مسار الصراع من خلال دعمهم المالي والإيديولوجي من للمعارضة السورية. هذه القنوات المستقلة التمويل ساهمت في خلط الاوراق وتغيير الموازين على الارض في سوريا.
يقول بعض المسؤولين الغربيين ان المانحين المستقلين عددهم متواضع ولا مفر من تواجدهم في ازمة الحدود السورية، وزارة الخزانة الأمريكية تدرك ان هناك تمويل كويتي، ولكن المسؤول الذي تحدثت إليه لم يعلق على الإجراءات والمشاورات التي حصلت مع الحكومة الكويتية لوقف تلك التحركات ولمنع وصول التمويل الى ايدي المجموعات المتطرفة.
قال احد الدبلوماسيين ان هناك استحالة في وقف التمويل الذي يأتي من مصادر خاصة ومستقلة، ففي النزاعات الكبرى التمويل العسكري هو أمر حيوي للمسلح ولبقاء الجماعة. على الرغم من أن الدول الغربية حاولت منع تقديم الدعم "للثوار" من قبل الدول، الا انها لم تقم بجهود مماثلة لكبح جماح التبرع من القطاع الخاص.
ومن قبيل الصدفة أن جبهة النصرة وغيرها من المتطرفين هم من استفادوا من هذا التمويل، وغالبا ما يقال بأنه لديهم أكثر المقاتلين فعالية في سوريا.
لسوء الحظ، قد يكون فات الأوان على التراجع، التمويل الخاص ذهب الى مجموعات المعارضة السورية، والى الجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة، التي تسيطر الان على بارزة في سورية كدير الزور حيث تكثر الموارد النفطية.
وفي الوقت نفسه، نجد ان الكتائب المعتدلة تفتقر إلى شبكات التمويل وهي قد فقدت مصداقيتها بين المقاتلين على الارض.
ويبقى السؤال كيف ستتكيف الألوية المتطرفة وأيديولوجياتها مع تفضيلات المانحين ما بعد الصراع. هناك بعض الأسباب ليكون الفرد متفائلا فهذه الأيديولوجيات قابلة للتغيير والزوال.
جبهة النصرة خفضت من سيطرة المملكة العربية السعودية وقطر، والشيعة الذين تدعمهم إيران على المنطقة، وهذا السرد الموسع يلتف حول السياسة المحلية وتاريخ العلاقات بين السنة والشيعة في اللغة الطائفية السامة.
المانحون الكويتيون يجمعون الأموال للمعارضة السورية من الجهات المانحة في الخليج، وبالأخص البحرين.
وفي نفس الوقت الذي بدأ فيه المانحين الكويتيين بزيارة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في سوريا، ثلاثة من أعضاء جمعية "اصالة" البحرينية –وهي جماعة سلفية-، سافروا إلى حلب لإظهار دعمهم للمعارضة.
الحادث دفع بالحكومة البحرينية الى استنكار ما حصل مؤكدان ذهاب اثنين من البرلمانيين الى سوريا.
"أصالة البحرين" لا تزال تجمع التبرعات للمتمردين، ولكن في يونيو العام 2013، عبد الرحيم مراد، أحد
البرلمانيين الذين زاروا سوريا، غرد على تويتر قائلا: "هناك حاجة ملحة" لتجهيز 2500 جندي " لقتال حزب الله"..
مرة أخرى يمكن للخطاب الطائفي في الكويت ان يوتر المجتمع المتنوع وعموما السياسات الليبرالية الاقتصادية . الصراع السوري بشكل غير مباشر غيرالسياسات الاجتماعية فقد عملت المجموعات على الفوز بالقلوب والعقول من خلال خلق برنامج الإغاثة وتحسين الاتصالات القبلية، هذه التدابير يمكن أن تشير إلى الاستعداد لتحمل بيئة أكثر تعددية قد تكون أيديولوجيتها اكثر صرامة.
ومع ذلك، فإن ارتفاع الخسائر البشرية ووحشية القتال تظهر الأيديولوجيات المتطرفة للمقاتلين، وهناك من هو مسؤول عن حماية ونشر تلك الأيديولوجيات.
مشاركة القطاع الخاص الكويتي في الصراع السوري يشكل خطر على الكويت ومنطقة الخليج بشكل عام. العناصر المتطرفة من المجتمع الكويتي أنعشت الآمال حديثا حول الصراع في سوريا، حيث يعتبرونه صراع وجودي في بعض الاحيان بالنسبة للعالم الإسلامي بأكمله. كل من السنة والشيعة المتورطين في القضية السورية يساهمون في تأجيج الصراع الطائفي بين العرب.
وفي رد فعل على تقرير نشر مؤخرا في صحيفة نيويورك تايمز حول التمويل الخاص، قالت وزارة الخارجية الأمريكية ان "واشنطن تؤكد على ضرورة قيام الكويت بمكافحة نظام غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب".
في نهاية المطاف، المحاكمات ضمن الكويت نفسها يمكن أن تساعد على إقامة حدود لنشاط جمع التبرعات.
الصراع بين الطائفتين السنية والشيعية في الكويت يقوم على اساس عملي في السياسة، ولكن خلافا للاتفاقيات السياسية، الآثار الاجتماعية للصراع الطائفي لا يمكن ان توقع بعيدا عن الصفقات السياسية. واضعي السياسات في الدول العملاقة الإقليمية -السعودية وإيران- عبروا على حد سواء عن قلقهم، وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، في الآونة الأخيرة لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) ان الصراع الطائفي هو "أخطر تهديد ليس للمنطقة فحسب بل للعالم ككل".
احد المؤشرات حول تعاظم هذا التهديد هي القضايا التي بدأ يروج لها جامعي التبرعات بعد إسقاط الرئيس المصري محمد مرسي، فعلى سبيل المثال: نفس الشبكات التي تدفع المجاهدين للقتال ضد بشار الأسد بدأت بفتح معركة جديدة ضد القيادة العسكرية في مصر، وفي الوقت نفسه ضد أنصار الحكومة السورية في الكويت.
على الرغم من الاضرار التي حصلت الا ان الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة يمكن أن تفعل الكثير لحل تلك الازمة وذلك عبر: المجتمع المدني في الولايات المتحدة والمجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا وأوروبا، والشرق الأوسط.
هناك ضرورة للبحث في قضايا الدول والمجتمعات الاسلامية من خلال ورش العمل والندوات، والمناقشات مع المسؤولين الحكوميين وغيرهم من أصحاب المصلحة الرئيسيين في القطاعين العام والخاص، والتركز على المبادرات الخاصة.
ورقة تحليلية صادرة عن معهد بروكينغز
- See more at: http://www.neworientnews.com/news/fullnews.php?news_id=145022#sthash.Y1lFA27E.dpuf
0 comments: